أثبت العلم أن النجوم , وخصوصا الشمس والقمر , تمارس تأثيراً فينا , والذين لا يؤمنون بهذا العلم يقولون : حتى لو فترضنا أن القمر يؤثر فينا كما يؤثر في المياه في البحار , فيحدث فيها حركة المد و الجزر ,فإن مرور شاحنة على مقربة منا يؤثر فينا أكثر من القمر .ولكن الدراسات التي أجراها العلماء في الآونة الأخيرة كشفت تأثيرات لا يمكن أن نعزوها إلى الصدفة ,من بينها أن حوادث الشغب وأعمال العنف في السجون تبلغ أوجها مع اكتمال القمر .
وفي سجن ارملي في بريطانيا ، تابع العلماء الحالة المزاجية لما يزيد على 1000 سجين لمدة ستة اشهر ،
وجاءت نتيجة المتابعة أن الإحساس بالغضب والإحباط لدى هؤلاء يصل إلى أوجه عند اكتمال القمر. وفي ذلك الحين ، كانت الصحف تتحدث عن المجرم الخطير جاك، الذي أطلقت عليه الصحف البريطانية لقب جاك مقطع الجثث لأنه كان يقطع جثث ضحاياه ، وعندما راجع العلماء تواريخ الجرائم التي ارتكبها تبين انه نفذ جريمتين من جرائمه عندما كان القمر في مرحلة الاكتمال.
وقبل مدة صدر في الولايات المتحدة كتاب بعنوان " الروابط الكونية " يعتبره النقاد من ابرز الكتب العلمية التي صدرت هذا القرن. ويقول الكتاب انه بالرغم من أن جاذبية القمر لا تؤثر فينا بشكل مباشر، فإنها تؤثر في المجال المغناطيسي للأرض عند ولادة القمر وعند اكتماله، وهذا التأثير ينشط الأيونات الموجبة (جزيئات ذات شحنة موجبة) ويزيد من كميتها في الجو،ويجعلها تملأ الهواء الذي نستنشقه . والأيونات تؤثر بشكل سلبي في قدراتنا الذهنية،مثل المنطق،والتركيز، وقد تجلى ذلك في الدراسة التي أجراها معهد ماساشوستس لتكنولوجيات ، عندما تبين أن الذين يتقدمون بطلبات عمل في المعهد يحققون معدلات منخفضة في اختبارات الذكاء في الأيام التي يكون فيها الجو مشبعا بالأيونات الايجابية .
ودوائر الشرطة، وأقسام الطوارئ في المستشفيات تلاحظ ارتفاع الجرائم والحوادث بشكل ملحوظ في الليالي التي يكون فيها القمر بدرا. وتشير دوائر الصحة أن اكبر نسبة من المواليد يولدون عند اكتمال القمر.
والشمس، بدورها ، تؤثر في مزاج الإنسان إلى حد كبير ،فقد كشفت دراسة أجراها العلماء الروس أن عدد الكريات البيض في الدم ينخفض بشكل ملحوظ عند ظهور البقع الشمسية ،وكريات الدم البيض تشكل العصب الأساسي في جهاز المناعة في الجسم,وفي دراسة أجراها العلماء في جامعة طوكيو تبين أن معدل الألبومين،وهو بروتين حيوي في الدم، ينخفض بشكل ملحوظ أثناء ظهور البقع الشمسية.مما يؤدي إلى نشاط عدد من الأمراض.و لو لاحظت نفسك في الشتاء فإنك ستكتشف أنك إنسان آخر غير ذلك الذي كان في الصيف، ملابسك تتغير، وهوايتك، والأمكنة التي تقضي فيها وقت فراغك، والفرق الوحيد بين الصيف والشتاء. هو أن الشمس انتقلت في الفلك من مكان إلى أخر.
والى جانب الشمس والقمر ،يبدو أن هنالك قوى كونية أخرى تؤثر في البشر،من الناحيتين الجسمانية والذهنية، فقد كشفت الإحصائيات أن إصابة جزء معين من الجسم تنتشر لدى المواليد شهر يناير مثلا، أكثر مما لدى غيرهم من المواليد، وعندما تكون الولادة في شهر آخر تكون الإصابة في جزء آخر، وهكذا، دون سبب ظاهري.كما أن الأمراض النفسية،مثل الشيزوفرانيا والهلوسة السمعية والبصرية وغير ذلك من الأمراض ،تكثر لدى المواليد شهر مارس أكثر من غيرهم ،وكشفت دراسة أجرتها جامعة يال التي تعتبر من أرقى الجامعات الأمريكية أن عدد المواليد الذين يولدون في شهر فبرير يزيد عن عدد المواليد الذين يولدون في أي شهر آخر في السنة.
ويعتبر البروفسور الفرنسي ميشيل جواكيلين من أكثر العلماء التزاما بالقوانين العلمية المعروفة، وهو يرفض قبول أي شيء قبل إخضاعه لهذه القوانين،ولكنه شعر بالذهول عندما لاحظ في الدراسة الشهيرة التي أعدها أن الكواكب ،وليس الميول والتدريب،هي التي تحدد مهنة الإنسان،ولاحظ جواكيلين في دراسته أن المشتري هو الكوكب الأكثر بروزا في الهيئة الفلكية للعديد من الأطباء البارزين، وفي مقابل المريخ بالنسبة لمديري الشركات والقمر بالنسبة للسياسيين والفنانين .
وكل هذه الأشياء لم تأت مصادفة،وإنما بتدبير خالق حكيم جعل فيه النجوم مسيرات بأمره ،وإذا كنا نهتدي بالنجم في مجاهل البر وظلمات البحر،فإننا نستطيع أن نهتدي به في مجاهل أنفسنا أيضا ،ولكن هذا الأمر بحاجة إلى مهارات لا أعتقد أنها متوفرة لدى كل من يمارس هذا العلم .